الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة رحّالة الرابطة الثانية يجوبون الولايات : لصنع النجاحات أم لتكديس الأموال قبل انتهاء المسيرات ؟

نشر في  09 نوفمبر 2016  (11:02)

رغم أن سباق الرابطة المحترفة الثانية لكرة القدم لا يحظى بتغطية تذكر عدا بعض الاجتهادات من محامل اعلامية ذات نفس جهوي بالأساس أو بحرص جماهيري من قبل أنصار أندية معيّنة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، الا أن ذلك لا يحجب توفّر نسق مرتفع وتشويق بلا حدود تؤمّنه بالأساس بعض المواهب المغمورة أو كذلك من قبل بعض اللاعبين المعروفين لدى متتبّعي نشاط هذه الرابطة والتي نالت منحى استثنائيا منذ زمن لجوء الجامعة الى نظام "البلاي أوف" والذي أعطى السباق حماسة كبيرة رغم وجود احترازات حول تقسيم النشاط بما أن بعض الفرق ولاعبيها تجبر منذ شهر مارس على انهاء موسمها الكروي حين تكون غير معنيّة برهاني الصعود أوالنزول..
ومع انقضاء ستّ جولات الى حدّ الساعة من نشاط مجموعتي الرابطة المحترفة الثانية، فاننا نخصّص هذه المساحة من أخبار الجمهورية لاجراء جرد مفصّل لأبرز الأسماء التي أثّثت نشاط هذه الرابطة وساهمت خلال أكثر من تجربة في صنع نجاح عدّة فرق وتنتقّل بين موسم وأخر الى نواد جديدة بحسب الطموحات وطبعا ما تمّ رصده لها من امكانات..
ولعلّ الملحوظ لدى خبراء نشاط " الليغ 2" أنها كما عرفت بروزا ملفتا لأسهم عدد من المدربين، فانها مثّلت "ايتيكات" التصقت بعدد من الأسماء ممّن تتعامل بمنطق "الوفقة" عند ابرام العقود، اذ بات منتظرا ومألوفا أن تنتقل مجموعة من العناصر سويّا من فريق الى أخر بعد أن تكون نجحت في مسعى الصعود خلال المواسم الفارطة..
وخلال التوليفة المعروضة تباعا في أخبار الجمهورية، فاننا نرصد توزّع "أشهر" اللاعبين حسب الخطط ومدى حضورهم بانتظام في سباق رابطة مجنونة بكلّ المقاييس فنيا وجماهيريا وخاصة في عامل التشويق واحتداد المنافسة المثيرة..

محرز حسني وجماعته..

عند التطرّق الى تفاصيل الرابطة الثانية، يقفز الى الأذهان اسم الحارس المثير للجدل محرز حسني والذي يمكن القول انه يعدّ حاليا العنصر الأكثر خبرة في الدرجة الثانية والأكثر تمرّسا بنواميسها وتقلّباتها..
حسني قاد جمعية جربة الى الناسيونال منذ ثلاث سنوات وعاد اليها هذا الموسم لنفس الغرض بعدما فشل في تحقيق نفس الهدف خلال موسمين مع ناديي قربة والحمامات..وفي نفس الخطّ يوجد الى جانبه أنيس مطر باشا الذي عاد الى جربة بعدما لعب مع جمعية أريانة..
ونبقى مع نادي عاصمة الورود الذي يضم حاليا في صفوفه بولبابة السعفي لاعب الترجي سابقا والذي خاض تجارب متنوعة ومنها مروره من سبورتينغ بن عروس قبل اختيار أريانة..
وعلى نفس الدرب في مشوار التنقلات يوجد عبد السلام بوحوش الذي فضّل وجهة الملعب الافريقي لمنزل بورقيبة حاليا عقب تجربتي أريانة وباجة..
من جهته نجح حارس المرمى نديم بن ثابت في ضمان الصعود سابقا مع مستقبل قابس ثم الأولمبي الباجي وهذا ما أغرى ادارة الملعب التونسي لاستقطابه قصد الانتفاع من خبرته في ملاعب هذه الرابطة.

حرّاس أخرون على الخط

علاوة على ما سبق ذكره، وخصوصا فيما يتعلّق بحراس المرمى، فان عدة أسماء أخرى لاقت الرواج في الرابطة المذكورة على اختلاف امكاناتها وسمعتها..ومن هذه الأسماء نذكر أنيس الجلاصي الذي برز بالخصوص مع أولمبيك سيدي بوزيد ثم اتحاد سليانة وها أن الرحلة تقوده حاليا الى أولمبيك مدنين..وفي ذات الاطار يواصل صابر بن رجب رحلاته المكوكية فبعد مكارم المهدية والأولمبي للنقل وجندوبة الرياضية ها أنه يختار نادي كرة القدم بالحمامات..
من جانبه عاد وسام النوالي الى فريقه الأم قرمبالية الرياضية بعد تجارب عديدة في الرابطة الثانية التي شهدت أيضا عودة أيمن بن أيوب الى نشاطها من بوابة قوافل قفصة بعد أن نشط سابقا في نفس الدرجة مع جمعية جربة وأمل جربة..

الزعيري وبقيّة الرحالة..

كانت بداية خالد الزعيري في تجربة الرابطة الثانية مع مستقبل القصرين وخاض بعض المحطات المختلفة قبل أن يستقر به المقام حاليا في الحمامات..كما خاض اللاعب الرحالة منعم الرماح عديد التجارب من شمال البلاد الى جنوبها وهو حاليا في جمعية جربة..
من جهة أخرى انتقل أحمد المرموش من اتحاد المنستير الى هلال مساكن وأمل حمام سوسة قبل الاستقرار في القصرين..كما تقمّص المهاجم رامي يونس عديد الألوان قبل العودة الى فريقه الأم نادي قربة وكذلك شأن المهاجم جميّل خمير..وما دمنا مع نفس الفريق فنشير الى اسم أخر تخرّج منه وهو المدافع ماهر خمير الذي تحوّل أيضا في وقت سابق الى جريدة توزر وهو حاليا مع جمعية جربة..
ومن أكثر اللاعبين تنقلا بين جهات "الليغ 2" نذكر المدافع الحالي للاتحاد المنستيري عاطف التوجاني الذي لعب أيضا بألوان جربة ومساكن وسيدي بوزيد وحمام سوسة..

أباطرة الوسط لا يعترفون بالحدود..

في سياق النبش عن مشاهير هذه البطولة، لا بدّ أن نعرّج على أسماء نجحت في ترك بصماتها في أكثر من تجربة وخصوصا من لاعبي الوسط ومنهم المنتمي حاليا الى أولمبيك مدنين وهو عزالدين عبيد الذي نجح سابقا في بنقردان وتطاوين، كما يعدّ خرّيج مدرسة الترجي أمير الصبّاحي من أقوى لاعبي الرابطة فنيّا وهو ما أكده في قربة والحمامات ورسّمه حاليا مع "البقلاوة"..
من جهة أخرى يمكن اعتبار اللاعب رشوان البغدادي من أكثر اللاعبين المهاريين في هذه الرابطة وأثبته سابقا في قربة و"الجليزة" وسليانة قبل التحاقه بالرالوي..وعلى ذكر هذا الفريق العريق فانه شهد بروز المانع بن حسن قبل تحوّله الى المنستير.

حرب النجوم في خطّ الهجوم

بعيدا عمّا سبق ذكره فان الخطوط الأمامية لعدّة فرق تضم أسماء بارزة نجحت في خطّ مسيرة محترمة جدا ضمن أكثر من محطة..
ومن أبرز مهاجمي النسخة الحالية نذكر مهاجم القوافل حاليا صابر الطرابلسي الذي ضمن الصعود في مناسبتين مع مستقبل قابس كما قاد نجم أولمبيك سيدي بوزيد الى الرابطة الأولى..
في السياق ذاته، فقد أغرت تجربة الثنائي نبيل الميساوي وناجح حمادي مع الأولمبي الباجي هيئة الملعب التونسي لانتدابهما رغم تذبذب المردود حاليا، وهو نفس وضع رياض حتيوش راهنا مع أولمبيك مدنين الذي يضم أيضا لاعب الخبرة نزار الطويل بعد مروره بمستقبل قابس وقرمبالية..كما ستشهد تشكيلة أولمبيك مدنين عودة لاعب رحّالة لا يقل تجربة عمن سبق ذكره ونعني بذلك أيمن منافق..
ومن الأسماء المتبقية نذكر كذلك سفيان المقعدي الذي حطّ الرحال سابقا في جربة ومدنين ومحطات أخرى وهو حاليا مع قرمبالية الرياضية، وخاض فرحات كسيكسي تجارب عدة من مدنين الى الكاف ثم تطاوين فسليانة،كما عاد نزار العيساوي الى الرابطة التي عرفت "انفجاره الكروي" سابقا مع "الحرّيقة" زمن صعودها الى الناسيونال وهو يسعى الى تكرار الانجاز راهنا في منزل بورقيبة الذي يضمّ أيضا أنور السحباني لتوظيف خبرة السنين الطوال التي انطلقت مع الملعب القابسي في هذه الدرجة منذ سبع سنوات وقادته الى وجهات مختلفة..
وهكذا فان الصورة توضّح انتشارا جغرافيا ملفتا لعدد من النجوم الرحالة في رابطة بدأت تستقطب عدة لاعبين بارزين ممن سبق لهم البروز في الرابطة الأولى على غرار مروان الطرودي ووليد الهيشري وأحمد الحران واسكندر بالشيخ وأسامة العمراني ومحمد سلامة والشادلي الشعار وحمدي رويد ونافع الجبالي وبسام البولعابي وحاتم البجاوي وحمزة جبنون وغيرهم ممن سطعوا في الناسيونال وتختلف نواياهم حاليا بين جمع المال أو الاكتفاء بمجرّد تسجيل حضور بروتوكولي ..وحتى كذلك التقاط الأنفاس وترتيب الاوراق لاقلاع أكثر ثبات ونجاعة..ولمن يرى في ذلك مضيعة للوقت فعليه استرجاع سيناريو محمد أمين بن عمر الذي كان على حافة النسيان ذات تجربة اعارة مع الرالوي غير أنه انتفض بقوّة ليثبّت نفسه في الوقت الحالي ضمن ركائز "ليتوال" والمنتخب الوطني ..وبات مطمعا لفرق أوروبية تجيد الاختيار ولا تعترف بمنطق المجاملات...

اعداد : طارق العصادي